الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك وزوجتك ويعافيكما، وأن يذهب الغم، وينفس الكرب، ويصلح الحال؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه. ونوصيك بالالتجاء والتضرع إليه سبحانه، فهو السميع المجيب، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
ومن الأدعية المناسبة لهذا المقام، ما رواه أبو داود عن أبي بكرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت.
وروى النسائي في السنن الكبرى حديث أنس -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة -رضي الله عنها-: ما يمنعنك أن تسمعي ما أوصيك به، أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت:" يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلا نفسي طرفة عين.
وكذلك الأدعية المتضمنة لسؤال الله العافية، وتجد جملة منها بالفتوى: 221788.
واجتهد في أن تهدئ من روعك بالذكر والاستغفار، والصلاة على النبي المختار.
وإن كانت زوجتك قد ذهبت إلى بيت أهلها بغير إذنك؛ فهي ناشز، فلا يجوز للمرأة الخروج من بيت زوجها إلا بإذنه، ما لم يكن لها عذر شرعي يسوغ لها الخروج، ومجرد خلافها مع زوجها لا يسوغ لها ذلك، كما بيناه في الفتوى: 136039.
وليس من حق والدها إجبارك على طلاقها، ولا يلزمك الاستجابة له. وننصح بأن يتدخل العقلاء ولو من غير أهلك وأهل زوجتك للسعي في الإصلاح، وحل الإشكال. فإن تيسر ذلك؛ فالحمد لله، وإلا فالفيصل هو القضاء الشرعي.
واجتهد في مدافعة أي تفكير بقتل أبيها، أو الإقدام على الانتحار، فإن فعلت ذلك خسرت دينك ودنياك.
واستعن بذكر الله تعالى والاستغفار وتلاوة القرآن، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
واحرص على صحبة الأخيار؛ ليعينوك في أمرك، ويشدوا من أزرك، ويخففوا عنك الضغوط النفسية بالذكرى النافعة.
روى ابن أبي الدنيا في كتاب "الإخوان" عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: عليك بإخوان الصدق فعش في أكنافهم؛ فإنهم زين في الرخاء، وعدة في البلاء.
والله أعلم.