الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما حدث في هذا الموقف لا يعني بحال أن زوجتك على شيء من الفساد، أو أنها ناشز تستحق التأديب على نشوزها، فقد يكون هذا التصرف اجتهادا منها بسبب ما ذكرت من أمر مناداة أمك لها وطمأنتها لها على أنه لا يوجد رجال، وظنها بأن الرجال منشغلون بتناول الطعام. فدع عنك أي وساوس قد تكون مدخلا للشيطان ليفرق بينكما، ودأبه التفريق بين الأحبة.
كما في الحديث الذي رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ علَى الماءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَراياهُ، فأدْناهُمْ منه مَنْزِلَةً أعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: فَعَلْتُ كَذا وكَذا، فيَقولُ: ما صَنَعْتَ شيئًا، قالَ ثُمَّ يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: ما تَرَكْتُهُ حتَّى فَرَّقْتُ بيْنَهُ وبيْنَ امْرَأَتِهِ، قالَ: فيُدْنِيهِ منه ويقولُ: نِعْمَ أنْتَ.
فحافظ على أسرتك، واحرص على تربية أفرادها على الخير والإيمان بعقد حلقات التعليم والذكر فيها، فالذكرى تنفع المؤمنين.
والأصل أن يحمل تصرف أمك في إصرارها على خروج زوجتك لتسلم على الضيوف على محمل حسن، ولا يجوز أن يساء بها الظن من غير بينة، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث...... الحديث.
والله أعلم.