الحمد لله، والصلاة، والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن غير المناسب أن تبدأ بهذا الأسلوب الذي انتهجته مع أمك، وتكرارك هذا السؤال المستفز لها، فكان سببًا في أن تغضب وتقر على نفسها بالكفر. فهذا التصرف منك معها نوع من العقوق تجب عليك التوبة منه، وانظر الفتوى: 73463.
والإقرار على النفس بالكفر من شخص عاقل، وباختياره من غير إكراه يكفر صاحبه؛ كما نص على ذلك الفقهاء، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 104642. وقد نصوا على أنه يكفر ولو أقر بذلك على سبيل الهزل.
جاء في الشرح الكبير للدردير المالكي قوله: أو قال هو يهودي، أو نصراني، أو مرتد، أو على غير ملة الإسلام إن فعل كذا، ثم فعله، فلا شيء، لكن يحرم عليه ذلك، فإن كان في غير يمين فردة ولو هازلاً. اهـ.
وإن نطقت أمك بعد ذلك بالشهادة فتعتبر مسلمة، وكذلك إذا صلت فبمجرد صلاتها يحكم بإسلامها.
قال البهوتي في الروض المربع: فإن صلّى الكافر على اختلاف أنواعه في دار الإسلام، أو الحرب جماعة، أو منفردًا بمسجد، أو غيره فمسلم حكمًا، فلو مات عقب الصلاة فتركته لأقاربه المسلمين، ويغسّل، ويصلَّى عليه، ويدفن في مقابرنا. اهـ.
ونوصيك بأن تكون على حذر من العودة لمثل هذا المزاح مع أمك في المستقبل، وبين لها بالرفق والحسنى ما ذكره العلماء من خطورة الإقرار على النفس بالكفر.
والله أعلم.