الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث الذي ذكرته، رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه، والطبراني، من حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا، إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الحُورِ العِينِ: لَا تُؤْذِيهِ، قَاتَلَكِ اللَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكَ دَخِيلٌ، يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا. وقد قال الترمذي: حسن غريب، والحديث صححه الألباني.
وكيفية علم الحور العين بما يحصل لزوجها في الدنيا، يعتبر من علم الغيب، الذي لم يخبرنا الله به في كتابه، ولا رسولُه صلى الله عليه وسلم في سنته، ولا يلزم من هذا العلم أن الحور تنظر إلى زوجها في الدنيا، إذ يمكن أن يكون علمها حاصلٌ بإعلام الله لها، ونحن في الدنيا لم نر الجنة، ومع هذا فعندنا شيء من العلم عن حال ساكنيها من الحور العين، وجمالهن، وأوصافهن، وهذا العلم حصل لنا بإعلام الله لنا في كتابه، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم.