الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما ما رأيته وأنت في الثامنة، فليس حيضا؛ لأن أقل سن الحيض هي تسع سنين.
وأما ما رأيته قبل رمضان من دم لم تبلغ مدته يوما وليلة -كما ذكرت- فليس حيضا كذلك عند الجمهور؛ لأن أقل الحيض عندهم يوم وليلة، خلافا للمالكية الذين يرون أن أقل الحيض دفعة.
وعلى قول الجمهور، فإن أول مرة أتاك فيها الحيض المعتبر، هي ما رأيته في نصف رمضان.
وعليه؛ فلا يلزمك قضاء شيء من الأيام، وعلى قول المالكية والذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وهو أن الحيض لا حد لأقله. فإن ما رأيته قبل رمضان يعد حيضا، ومن ثم فيلزمك قضاء هذه الأيام.
فعليك أن تبادري بذلك قبل أن يدخل رمضان القادم، والذي نفتي به هو قول الجمهور، وقول المالكية أحوط وأبرأ للذمة، وانظري الفتوى: 155737.
والعامي يقلد من يثق به من أهل العلم، وتنظر لذلك الفتوى: 169801.
وإذا اخترت قضاء تلك الأيام احتياطا، فلا فدية عليك لتأخير القضاء لجهلك بالحكم، وانظري الفتوى: 123312.
والله أعلم.