الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به أن تداوم على نشر العلم النافع والنصح للناس، فلا ريب في فضل نشر العلم والحرص على نفع الناس، ففي سنن الترمذي عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ، وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ.
وفي المعجم الصغير للطبراني: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ، أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ..
وحتى يكون عملك مقبولاً ونافعاً للناس، فعليك أن تخلص النية لله تعالى، وتبتغي بعملك وجه الله وحده، وعليك أن تتحرى العلم الصحيح، وتستعمل الحكمة والرفق في إيصاله للناس، وراجع الفتوى: 13288
فإذا حققت هذه الأمور، فلا يضرك عدم استجابة الناس لك، فهذه أمرها إلى الله تعالى وحده، وقد قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ [الشورى: 48]، وقال تعالى: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ. [البقرة: 272].
والله أعلم.