الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يقع الطلاق بمجرد حديث النفس، ولا بالنطق به بغير قصد، ولا مع الشك في النطق به.
وأمّا تلفظك بطلاق زوجتك أثناء التمثيل: فالذي نراه -والله أعلم- أنّه لا يقع به الطلاق؛ لأنّه أشبه بمن يتلفظ بالطلاق على سبيل الحكاية أو المحاكاة.
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عند كلامه على محاذير التمثيل: رابعاً: أن يتضمن تمثيل دَور الكافر، أو الفاسق؛ بمعنى أن يكون أحد القائمين بأدوار هذه التمثيلية يمثل دَور الكافر، أو دَور الفاسق؛ لأنه يخشى أن يؤثر ذلك على قلبه: أن يتذكر يوماً من الدهر أنه قام بدور الكافر، فيؤثر على قلبه، ويدخل عليه الشيطان من هذه الناحية؛ لكن لو فعل هل يكون كافراً؟
الجواب: لا يكون كافراً؛ لأن هذا الرجل لا ينسب الكفر إلى نفسه؛ بل صور نفسه صورة من ينسبه إلى نفسه، كمن قام بتمثيل رجل طلق زوجته؛ فإن زوجة الممثل لا تطلق؛ لأنه لم ينسب الطلاق إلى نفسه؛ بل إلى غيره. انتهى من تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة.
لكن نحذرك من المزاح بألفاظ الطلاق، فإنها ليست موضعاً للعبث والهزل، قال ابن تيمية –رحمه الله- في الفتاوى الكبرى: ...وَذَلِكَ أَنَّ الشَّارِعَ مَنَعَ أَنْ تُتَّخَذَ آيَاتُ اللَّهِ هُزُوًا، وَأَنْ يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ بِآيَاتِ اللَّهِ الَّتِي هِيَ الْعُقُودُ إلَّا عَلَى وَجْهِ الْجِدِّ الَّذِي يَقْصِدُ بِهِ مُوجَبَاتِهَا الشَّرْعِيَّةَ. وَلِهَذَا يُنْهَى عَن الْهَزْلِ بِهَا. اهـ
والله أعلم.