الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيستحب ترتيل القرآن وتحسين الصوت به لقوله عليه الصلاة والسلام في ما يرويه عنه
البراء بن عازب رضي الله عنه:
زينوا القرآن بأصواتكم. رواه
أبو داود والنسائي
قال
القرطبي في تفسيره: وإلى هذا المعنى يرجع قوله عليه السلام:
ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن. رواه
مسلم أي : ليس منا من لم يحسن صوته.
ولمّا استمع النبي عليه السلام إلى قراءة
أبي موسى الأشعري وأعجبته قال له :
لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود . متفق عليه. وأخرج
أبو يعلى من طريق
سعيد بن أبي بردة عن أبيه وزاد فيه:
لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا .
والتحبير: التزيين والتحسين.
وعلم المقامات علم مستحدث لا يمت إلى علم القراءات بصلة،
بل نشأ في حاضنات المغنين والمغنيات، مضبوطاً بطابع موسيقي يمتاز به صوت معين ومرتبط بآلات اللهو والطرب ، كالمقامات الأندلسية والبغدادية وغيرها، فلا يجوز تعلمها أو تعليمها .
وتزيين القرآن يكون بالتزام أحكام التلاوة والتجويد، وتحسين
الصوت به يكون بضبط مخارج الحروف أداء. ولا يجوز أن يطلق على ذلك مسمى مقام لبدعيته وسوء نشأته.
أما تقليد صوت مقرئ مشهور بحسنه، نطقا وأداء، فلا مانع منه كما في الفتوى رقم:
35782
والله أعلم.