ترهيب الأزواج من ظلم النساء دون سبب
3-1-2019 | إسلام ويب
السؤال:
نامت على وضوء، وبعد قيام. ورأت في منامها أنها تحمل طفلا رضيعا، قبيح الشكل جدا، وتحافظ عليه جيدا. وطول الرؤيا وهي تقرأ آية الكرسي، إلى أن وصلت لقوله تعالى: ولا يؤوده حفظهما. أعادتها مرارا، وحاولت ضغط الرضيع بيديها، ثم استيقظت على أذان الفجر.
علاقتها بزوجها متوترة جدا، يعاملها بجفاء، ولا يعطيها حقها الشرعي، ويمارس معها العنف اللفظي، ويهددها بالضرب، ولم يكن كذلك من قبل، وهي تتحمله، حيث إنه يمر بضائقة مادية، لكن بدأ يرميها كمحصنة هي وأهلها، بسبب غلطة قديمة لأختها؟
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا علم لنا بأمر تفسير الأحلام، وقد لا يكون لما رأته هذه المرأة في منامها علاقة بهذه المشكلة الزوجية.
ومثل هذه المعاملة من الزوج لزوجته، فيها ظلم وجفاء، وهو مأمور شرعا بأن يعاملها معاملة حسنة، وأن يؤدي إليها حقوقها؛ كما قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، ولمعرفة المعاني التي تتضمنها المعاشرة بالمعروف، يمكن مطالعة الفتوى ذات الرقم: 134877.
فينبغي أن يبذل له النصح بالحكمة والموعظة الحسنة، ويبين له أن الله تعالى ليس بغافل عما يعمل الظالمون، ويخوف بقدرة الله عليه إن هو استمر في ظلم زوجته، قال عز وجل: فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا {النساء:34}.
قال ابن كثير في تفسيره: قوله: إن الله كان عليًّا كبيرًا ـ تهديد للرجال إذا بغوا على النساء من غير سبب، فإن الله العلي الكبير وليُّهن، وهو منتقم ممن ظلمهن, وبغى عليهن. اهـ.
وإن كان المقصود بكونه يرميها هي وأهلها، أنه يتكلم في أعراضهم، فهذا من أخطر الأمور، وربما يبلغ مبلغ القذف الذي هو كبيرة من كبائر الذنوب، وتراجع فيه الفتوى ذات الرقم: 17640.
وإن قدر أن زلت إحدى بنات العائلة، فذلك لا يضير الأخريات، ولا يؤاخذ أحد بجريرة غيره، قال تعالى: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى{الأنعام:164}.
وكونه يمر بضائقة مادية، لا يبرر له معاملة زوجته بهذه المعاملة السيئة، والمخرج من هذه الضائقة إنما يكون بتقوى الله سبحانه، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق3:2}، وكذلك الإقبال على الله بدعائه والتضرع إليه، فهو القائل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
ونؤكد على أمر النصح له، وانتداب أهل الفضل ومن يرجى أن يكون لقوله تأثير عليه من قريب، أو صديق أو غيرهما، هذا مع الدعاء له بالهداية والصلاح.
والله أعلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا علم لنا بأمر تفسير الأحلام، وقد لا يكون لما رأته هذه المرأة في منامها علاقة بهذه المشكلة الزوجية.
ومثل هذه المعاملة من الزوج لزوجته، فيها ظلم وجفاء، وهو مأمور شرعا بأن يعاملها معاملة حسنة، وأن يؤدي إليها حقوقها؛ كما قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، ولمعرفة المعاني التي تتضمنها المعاشرة بالمعروف، يمكن مطالعة الفتوى ذات الرقم: 134877.
فينبغي أن يبذل له النصح بالحكمة والموعظة الحسنة، ويبين له أن الله تعالى ليس بغافل عما يعمل الظالمون، ويخوف بقدرة الله عليه إن هو استمر في ظلم زوجته، قال عز وجل: فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا {النساء:34}.
قال ابن كثير في تفسيره: قوله: إن الله كان عليًّا كبيرًا ـ تهديد للرجال إذا بغوا على النساء من غير سبب، فإن الله العلي الكبير وليُّهن، وهو منتقم ممن ظلمهن, وبغى عليهن. اهـ.
وإن كان المقصود بكونه يرميها هي وأهلها، أنه يتكلم في أعراضهم، فهذا من أخطر الأمور، وربما يبلغ مبلغ القذف الذي هو كبيرة من كبائر الذنوب، وتراجع فيه الفتوى ذات الرقم: 17640.
وإن قدر أن زلت إحدى بنات العائلة، فذلك لا يضير الأخريات، ولا يؤاخذ أحد بجريرة غيره، قال تعالى: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى{الأنعام:164}.
وكونه يمر بضائقة مادية، لا يبرر له معاملة زوجته بهذه المعاملة السيئة، والمخرج من هذه الضائقة إنما يكون بتقوى الله سبحانه، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق3:2}، وكذلك الإقبال على الله بدعائه والتضرع إليه، فهو القائل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
ونؤكد على أمر النصح له، وانتداب أهل الفضل ومن يرجى أن يكون لقوله تأثير عليه من قريب، أو صديق أو غيرهما، هذا مع الدعاء له بالهداية والصلاح.
والله أعلم.