الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالادعاء الكاذب للمهدية: داء قديم، وإفك مبين، وضلال عظيم، ولكنه ليس بمجرده كفرا مخرجا من الملة، يستوجب الحكم بردة صاحبه، كما سبق أن نبهنا عليه في الفتوى ذات الرقم: 343213.
وأما ادعاء الكذَّاب بأنه هو عيسى المسيح عليه السلام، فهذا يدخل في ادعاء النبوة بالكذب، وهذا هو الكفر والعياذ بالله؛ قال تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ [الأنعام: 93]. وراجع في ذلك الفتوى ذات الرقم: 9545.
وقد يكون هذا الشخص ملبسا عليه، أو به خلل عقلي، أو ما يشبه ذلك، وبكل حال فعلى علماء بلده أن يحذروه، وينصحوه ويذكروه، ويقيموا عليه الحجة، ويبينوا له المحجة، فإن لم ينته بعد ذلك، رفع أمره إلى الجهات المختصة -إن وجدت- وإلا شُهر حاله في الناس؛ ليتجنبوه، ويحذروا منه.
والله أعلم.