الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا كفر في ذلك! ومقصد الكلام وسياقه في غاية الوضوح، ولا يدخل الاستهزاء بهيئة الشخص لشكلها وشعثها في الاستهزاء بالدين وشعائره!
واستنكار الشعث، وتفرق شعر اللحية، أمر معهود ومقبول، وقد روى الإمام مالك في الموطأ عن عطاء بن يسار مرسلًا؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في المسجد، فدخل رجل ثائر الرأس واللحية؛ فأشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، كأنه يأمره بإصلاح شعره، ففعل، ثم رجع؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أليس هذا خيرًا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس، كأنه شيطان.
ومن الواضح أن التشبيه بالشيطان ليس للحية ذاتها، وإنما لشعثها، وتفرقها، وقبح منظره بتلك الحال، قال ابن عبد البر في الاستذكار: وأما التشبيه بالشيطان، فلما يقع في القلب من قبح صورته، وقد قال عز وجل في شجرة الزقوم: {طلعها كأنه رؤوس الشياطين} على هذا المعنى. اهـ.
وعن جابر بن عبد الله، قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأى رجلًا شعثًا، قد تفرق شعره، فقال: أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره. رواه أبو داود، والنسائي، وأحمد، وأبو يعلى. وصححه ابن حبان، والحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، والألباني.
المقصود أن استنكار تفرق شعر الرأس أو اللحية، وعيب ذلك، والأمر بتغييره، ليس له علاقة بالشعر ذاته، أو اللحية ذاتها، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 158331.
وأخيرًا: نلفت نظر الأخ السائل إلى أنه يحتاج إلى معرفة حكم مشاهدة المسلسلات، وغيرها من الأعمال التمثيلية، ولدينا فتاوى كثيرة بهذا الشأن، فليراجع منها على سبيل المثال الفتوى رقم: 127577.
والله أعلم.