الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يصلح بينك وبين زوجتك، ويصرف عنكما السوء، أما تفسير أو سبب تغيّر زوجتك، وما يحصل من النفور والغضب ونحوه. هل هو ناشئ عن سحر أو غير ذلك، فلا علم عندنا فيه، ولسنا مختصين بمعرفة أعراض هذه الأدواء وعلاجها، لكن الذي ننصحكم به هو التوكل على الله، والمحافظة على الأذكار المسنونة، والرقى المشروعة، والدعاء مع حسن الظن بالله، ولا بأس بالرجوع إلى الثقات من المعالجين بالطرق المشروعة. راجع الفتويين التاليتين: 2244 ، 10981.
واعلم أنّ العبد إذا شعر بعدم التوفيق في بعض الأمور، فينبغي عليه أن يتهم نفسه، ويحدث توبة إلى الله، فإنّه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، ففي صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه: ... يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ. قال ابن رجب الحنبلي –رحمه الله- : فَالْمُؤْمِنُ إِذَا أَصَابَهُ فِي الدُّنْيَا بَلَاءٌ، رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ بِاللَّوْمِ، وَدَعَاهُ ذَلِكَ إِلَى الرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ. اهـ من جامع العلوم والحكم.
قال ابن القيم: ومن عقوبات الذنوب إنها تزيل النعم، وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب. اهـ
والله أعلم.