الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر صاحب عون المعبود في شرح حديث: وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم. أن معنى يتدارسون يشتركون في قراءة بعضهم على بعض ويتعهدونه خوف النسيان. ويشمل التدارس كذلك تدارس معانيه، والاستنباط منه والتذكير به.
وأما قوله تعالى: وَدَرَسُوا مَا فِيهِ {الأعراف:169}، ففيها تفسيران:
أحدهما: أنهم درسوا، أي تعلموا، وقرأوا ما في الكتاب وهو التوراة، وهذا فيه عيب لهم بعدم العمل بما تعلموه.
وثانيهما: أنهم درسوه، أي محوه بترك العمل به، والتفهم له، مثل درست الريح الأثر أي محته.
وهذا موافق في المعنى لقوله تعالى: وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ [البقرة:101].
والله أعلم