الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس هذا من الاستهزاء المخرج من الملة، ومن يطلق هذا يريد أنه سيفطر الأيام المتصلة، بحيث إن زمن الصيام قد انتهى، غير أن إطلاق هذا الكلام لا ينبغي؛ لأن العيد الحقيقي هو يوم الفطر الذي يلي رمضان، ومن ثم؛ فينبغي تجنب هذا الإطلاق، وأن يكون العيد للمسلمين هو اليوم الذي جعله الله تعالى عيدًا، فلا يُتخذ عيد غيره، وفي فتاوى الفقيه ابن حجر المكي الشافعي ما نصه: (وسئل) -رضي الله عنه- بما لفظه: في شعب الإيمان الفارسية، للسيد نور الدين محمد الأبجي - رحمه الله- أنه لا يجوز تسمية الثامن من شوال عيدًا، ولا اعتقاده عيدًا، ولا إظهار شيء من شعار العيد فيه، فهل صرح بذلك غيره، أو في كلام غيره ما يؤيده؟ وهل اتخاذ الطعام الكثير فيه، كما في العيد إظهار لشعار العيد أو لا؟
(فأجاب) بقوله: لم أر لهذا السيد سلفًا فيما ذكر عنه. وليس ما ذكره بصحيح، إلا في اعتقاد أنه عيد وضعه الشارع، كما وضع عيدي الفطر والأضحى، فتحريم اعتقاد ذلك ظاهر جلي. وأما مجرد تسمية ذلك عيدًا، أو إظهار شعار العيد فيه، فليس بمحرم. نعم، ينبغي أنه خلاف الأولى، وخلاف الأولى يطلق عليه أنه غير جائز، حملًا للجواز على مستوي الطرفين، فلعل السيد أراد بقوله: لا يجوز، ذلك، وإلا كان مخالفًا لكلام الأئمة بلا مستند. انتهى.
والله أعلم.