الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يصلح أمركم، وأن يجمع شملكم على خير. ونوصيك بالكثرة الدعاء، فالله عز وجل لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو قادر على أن يصلح زوجك، فتوجهي إليه وارفعي إليه أكف الضراعة، فهو من أمر بالدعاء ووعد بالإجابة فقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وفي الفتوى رقم: 119608. بيان آداب الدعاء وشروطه وأسباب إجابته.
وما ذكرته عن زوجك - إن صح - فهو دليل على لؤم وسوء خلق، وهذه التصرفات منه تتنافى تماما مع التوجيه الرباني للأزواج بأن يحسنوا معاشرة أزواجهم، كما في قوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، قال السعدي: على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، من الصحبة الجميلة، وكف الأذى وبذل الإحسان، وحسن المعاملة. اهـ.
وللأزواج أسوة حسنة في معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه، وقد ذكرنا طرفا من ذلك في الفتوى رقم: 134877.
ومن أخطر ما ذكرت عنه اتهامه لك في عرضك، وما ترتب على ذلك من تجسسه عليك، والأصل حسن الظن بالزوجة، وحمل أمرها على أحسن محمل حتى يتبين منها خلاف ذلك، وأما إساءة الظن بها من غير بينة فجرم عظيم، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا..... {الحجرات:12}.
ومن حقك مقاضاته في ذلك، كما أن من حقه مقاضاة أبيك إن ثبت أنه أساء إليه، ولكن من أدب الشرع أن يكون بين الأصهار المودة والاحترام وحسن العشرة، فالمصاهرة مما امتن الله عز وجل بها على عباده فقال: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا {الفرقان:54}، فننصح بأن يتدخل العقلاء، ويسعوا في الإصلاح، وإرجاع الأمور إلى نصابها؛ ليقوم كل طرف بما عليه من حقوق، ويؤدي ما عليه من واجبات، فبذلك تستقر الأسرة ويزول الإشكال. فإن تم ذلك فالحمد لله، وإلا فكما قال رب العزة والجلال سبحانه: فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ {البقرة:229}.
والله أعلم.