الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي نراه أنّ الأمر يسير، وقد أحسنت بعدم الشجار، وليس في ذلك ضعف منك، لكن العكس هو الصحيح، فالعفو والصفح والتجاوز عن الهفوات، خلق الكرام الأقوياء، وهو يرفع شأن صاحبه، ويزيده عزًّا وكرامة، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ... وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا.
لكن كان ينبغي أن تبيني لها برفق أدب الشرع في المجالس، ففي سنن أبي داود عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا قَامَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ.
وينبغي عليك أن تجتنبي الجلوس بين اثنتين بغير إذنهما؛ لقول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلَّا بِإِذْنِهِمَا. رواه أبو داود.
قال الخادمي: لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ» لِإِنْسَانٍ «أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ إلَّا بِإِذْنِهِمَا»، وَلِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَحَبَّةٌ، وَجَرَيَانُ سِرٍّ وَكَلَامٍ، فَيَشُقُّ عَلَيْهِمَا التَّفَرُّقَ، إلَّا فِي الْمَسْجِدِ إذَا كَانَ فِي الصَّفِّ فُرْجَةٌ. اهـ.
والله أعلم.