الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دام هذا الطريق ليس مخصصا لأمر محرم أو منكر، بل هو عام يحصل فيه ما هو مباح وما هو محرم، فالأصل هو جواز استعماله مرورا وجلوسا، ولا يمنع من ذلك إلا أمر عارض كالتعرض لفتنة مضلة، أو إطلاق النظر فيما حرم الله.
فمن كان يغض بصره، ويحفظ نفسه، ولا يرتكب ما حرم الله، فلا يحرم عليه المرور والجلوس، مع كون ترك ذلك هو الأولى والأفضل؛ تورعا وبعدا عن أسباب الفتن، ورؤية ما لا يسر. وإلا فليبذل المرء ما يستطيع في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الطاقة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم والجلوس على الطرقات. فقالوا: ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال: فإذا أبيتم إلا المجالس، فأعطوا الطريق حقها. قالوا: وما حق الطريق؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر. رواه البخاري ومسلم.
وراجع للفائدة، الفتوى رقم: 51090.
والله أعلم.