الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يشرح صدرك، ويوفقك لطاعته، ويهديك لأرشد أمرك، وأن يفتح لك مغاليق القلوب، ويجعل لك القبول في السماء والأرض، ونحب أن ننبهك إلى بعض الأمور بخصوص ما تشكو منه:
أولاً: أنّ الدنيا دار ابتلاء، وليست دار جزاء، ويبتلى المرء على قدر دينه.
ثانياً: أنّ المؤمن يقدّم رضا ربه على رضا من سواه كائنا من كان.
ثالثاً: أنّ الإحسان إلى الناس يكسر العداوة، ويجلب المودة، ويؤلف بين القلوب.
رابعاً: أنّ مخالطة الناس مطلوبة في حدود الشرع والعرف.
فنصيحتنا لك أن تخلص النية لله تعالى، وتجتهد في تعلم ما ينفعك من علوم الشريعة وفهمها، والتأدب بآدابها عن طريق العلماء العاملين، وأن تتمسك بدينك، وتخالط الناس في المعروف، وتحب الخير لهم، وتحسن إليهم، وترفق بهم، وتتجاوز عن هفواتهم، وأن تستعين بالله، وتتوكل عليه، وتكثر من ذكره ودعائه، وسوف يكفيك الله كل شيء، وييسر لك أمرك، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.
والله أعلم.