الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ونسأله تعالى أن يكتب لك عظيم الأجر؛ لصبرك واحتسابك.
وننصحك بالمداومة على الدعاء، ولزوم الذكر، واستحضار رحمة الله بعبده، وأنه سبحانه أرحم بعبده من الوالدة بولدها، وأن ما يقدره هو الخير والرحمة، والحكمة والمصلحة.
ويجوز لك أن تجمعي بين الصلاتين مشتركتي الوقت، فتصلين الظهر والعصر في وقت إحداهما، وتصلين المغرب والعشاء في وقت إحداهما؛ وذلك لأنك مريضة، والمريض يجوز له الجمع عند كثير من العلماء، وهذا مذهب الحنابلة.
قال في منار السبيل: [ويباح لمقيم مريض، يلحقه بتركه مشقة] لقول ابن عباس: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، بالمدينة من غير خوف، ولا مطر. وفي رواية: من غير خوف، ولا سفر. رواهما مسلم. وقد أجمعنا على أن الجمع لا يجوز لغير عذر، فلم يبق إلا المرض، ولأنه صلى الله عليه وسلم أمر المستحاضة بالجمع بين الصلاتين. والاستحاضة نوع مرض. انتهى.
وأما قضاء ما عليك، فاجتهدي فيه بحسب استطاعتك، ويسعك الأخذ بقول المالكية، فتقضين صلاة يومين في كل يوم.
وإن كنت مغلوبة على تفويت تلك الصلوات، بحيث لم يمكنك فعلها، فنرجو ألا إثم عليك إن شاء الله.
وإن كان حصل منك تفريط، فاجتهدي في التوبة والاستغفار، والله تعالى غفور رحيم، نسأله سبحانه أن يلطف بك، ويهيئ لك من أمرك رشدا.
وننصحك بالاستماع إلى المحاضرات والخطب النافعة، وصحبة من أمكن صحبته من أهل الخير، ولزوم جادة الصبر؛ فإن في الصبر على ما تكرهين خيرا كثيرا.
والله أعلم.