الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فان كلمة ينعن لا تفيد معنى اللعن، وربما يكون قائلها قصد التهرب بها من اللعن، ويحتمل كذلك أنه سكت ولم يضف كلمة رب أو دين، تهربا من الوقوع في الكفر.
ومن المعلوم أن الكلام المحتمل للكفر وغيره، ينبغي حمله على عدم الكفر، كما قال علي القاري في شرح الشفا: قال علماؤنا: إذا وجد تسعة وتسعون وجها تشير إلى تكفير مسلم، ووجه واحد إلى إبقائه على إسلامه، فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو، خير له من أن يخطئ في العقوبة ـ رواه الترمذي والحاكم. اهـ.
ولكنا ننبه إلى لزوم البعد عن اللعن والسب، وما أشبه ذلك من الألفاظ التي يفهم منها عدم الاحترام للدين؛ فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء. رواه الترمذي وصححه الألباني.
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم عند الحديث: إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها، يهوى بها في النار: وهذا كله حث على حفظ اللسان، كما قال صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليقل خيرًا، أو ليصمت.
وينبغي لمن أراد النطق بكلمة أو كلام، أن يتدبره في نفسه قبل نطقه، فإن ظهرت مصلحته تكلم، وإلا أمسك. اهـ.
والله أعلم.