الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالمعيار الذي جاء به الشرع المطهر، والذي يُقْبَلُ على أساسه الخاطبُ أو يُرَدُّ، هو الدين، والخُلُق؛ لقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ، وَدِينَهُ، فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا، تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ. رواه الترمذي، وابن ماجه.
ومعنى: مَنْ تَرْضَوْنَ ـ أَيْ: تَسْتَحْسِنُونَ، دِينَهُ: أَيْ: دِيَانَتَهُ، وَخُلُقَهُ: أَيْ: مُعَاشَرَتَهُ، فَزَوِّجُوهُ.
وأما حدوث مشكلة بين أفراد الأسرة بعد ذهاب الخاطب، أو انكسار شيء، فهذا لا عبرة به، ولا علاقة للخاطب به، بل رد الخاطب من أجله، قد يدخل في باب التطير الذي كان عليه أهل الجاهلية، والمنهي عنه في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليسَ مِنّا مَنْ تَطيَّر، أوْ تُطُيِّرَ لَهُ.. رواه الطبراني، والبزار. وفي الحديث الآخر: الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، ثَلَاثًا.. رواه أبو داود.
فينبغي للمسلم أن يحذر من مشابهة أهل الجاهلية، وأن يقف عند حدود الله، فإن كان الخاطب مستقيمًا في دينه، وأخلاقه، فلا يرد؛ لانكسار فنجان، أو مشكلة عائلية، لا ناقة له فيها ولا جمل.
والله أعلم.