الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه لا شك في صحة ما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
ولا شك في أهمية الدلالة على الخير، وأنه يرجى للداعي نيل مثل أجر من عمل بذلك؛ لما في الحديث: من دل على خير، فله مثل أجر فاعله. رواه مسلم. وفي الحديث: الدال على الخير كفاعله. رواه الترمذي، وصححه الألباني.
قال الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: (من دل) أي: بالقول، أو الفعل، أو الإشارة، أو الكتابة (على خير) أي: علم، أو عمل مما فيه أجر وثواب (فله): فللدال (مثل أجر فاعله) أي: من غير أن ينقص من أجره شيء. اهـ.
وأما الطريقة المذكورة في الدعوة إلى هذا، وما ذكر من عدد الحسنات في ثوابه، فليست صحيحة، ونخشى أن تكون من القول في الدين بغير علم.
فينبغي للمسلم الحرص على الدعوة إلى جميع الطاعات، وأن يدعو إليها من تيسر له الاتصال به من غير حد، وأن يكون مخلصًا في ذلك، وأن يثق بوعد الله في عدم إضاعة أجر المحسنين، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {التوبة:120}،{هود:115}، {يوسف:90}.
والله أعلم.