الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على الزوجين المعاشرة بالمعروف، ومن المعروف أن تطيع المرأة زوجها في المعروف، وتعرف حقه عليها، فلا ترفع صوتها عليه، وعلى الزوج أن يحسن صحبة زوجته، ولا يسيء إليها بقول أو فعل، وإذا ظهرت منها علامات النشوز فله أن يعظها ويخوفها، فإن لم ترجع فله أن يهجرها في المضجع، فإن لم ترجع فله أن يضربها ضرباً غير مبرح. وراجعي الفتوى رقم : 22559 والفتوى رقم : 27662.
وإذا رأت الزوجة زوجها مفرطاً في واجب شرعي، أو واقع في محرم، فليس لها ولاية تأديبه على المعاصي، لكن عليها نصحه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر بالحسنى، وعليها أن تستره ولا تفضحه، ما لم يكن في إخبار بعض الناس مصلحة راجحة، أو كان الزوج مجاهراً لا يبالي بالمعصية ولا يرتدع، فيشرع رفع أمره لمن يردعه.
قال النووي -رحمه الله- : وأما الستر المندوب إليه هنا فالمراد به الستر على ذوي الهيئات ونحوهم ممن ليس هو معروفا بالأذى والفساد، فأما المعروف بذلك فيستحب أن لا يستر عليه، بل ترفع قضيته إلى ولي الأمر إن لم يخف من ذلك مفسدة؛ لأن الستر على هذا يطمعه في الايذاء والفساد وانتهاك الحرمات وجسارة غيره على مثل فعله.
وإذا أصر الزوج على تدخين الحشيش، فالأولى للمرأة أن تفارقه بطلاق أو خلع، إلا إذا كانت المفسدة في الطلاق أكبر من مفسدة البقاء معه.
والذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك، وتعتذري له عن إخبارك والده بمعصيته، وتتفقا على المعاشرة بالمعروف، وأن يتوب الزوج توبة نصوحاً، ويترك رفقة السوء، ويبدلها بصحبة الأخيار الصالحين، وحضور مجالس العلم والذكر، وسماع المواعظ النافعة، وللوقوف على بعض الأمور المعينة على التوبة من تعاطي المخدرات راجعي الفتوى رقم : 35757.
وأكثري من دعاء الله عز وجل له بالهداية والصلاح، فإن الله قريب مجيب.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.