الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه يحرم نظر هذه المواقع، ويجب السعي في مجاهدة النفس ومنعها من ذلك.
وأما ما سمعته في شأن عقوبة من وقع في تلك المعصية، فقد يكون من الشيطان الوسواس، يريد تقنيطك من رحمة الله تعالى، فإن الجنة لا يمنع من دخولها الا من مات على الشرك، فقد قال الله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ {المائدة:72}.
وأما العاصي الموحد، فسيدخلها لا محالة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن ذرة من خير. متفق عليه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد قال لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة، قال أبو ذر: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق. قال: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق، ثلاثا ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر. متفق عليه.
يقول النووي: وأما قوله صلى الله عليه وسلم: وإن زنى وإن سرق، فهو حجة لمذهب أهل السنة أن أصحاب الكبائر لا يقطع لهم بالنار، وأنهم إن دخلوها أخرجوا منها وختم لهم بالخلود في الجنة. اهـ.
وقال الطحاوي: وأهل الكبائر في النار لا يخلدون، إذا ماتوا وهم موحدون. اهـ.
وقال شيخ الإسلام: ومذهب أهل السنة والجماعة: أن فساق أهل الملة ليسوا مخلدين في النار، كما قالت الخوارج والمعتزلة. اهـ.
وبناء عليه، فننصحك بالاعراض عن التفكير في هذا الأمر، وأن تجاهدي نفسك في الإعراض عن الوسوسة، والبعد عن نظر ما لا يجوز، وراجعي في بعض الوسائل المعينة على غض البصر، الفتوى رقم: 93857
والله أعلم.