الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العقل هو أساس التكليف، فمن كان مجنوناً أو معتوهاً لا يعقل القربة، فإن القلم مرفوع عنه، وبالتالي لا يعتبر في الصف، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يشب، وعن المعتوه حتى يعقل. رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي، وقال: حديث حسن.
وجاء في منتهى الإرادات للبهوتي الحنبلي: وَمَنْ لَمْ يَقِفْ مَعَهُ فِي صَفَّهُ إلَّا كَافِرٌ، فَفَذّ، لِأَنَّ صَلَاةَ الْكَافِرِ غَيْرُ صَحِيحَةٍ، وَلَمْ يَقِفْ مَعَهُ إلَّا امْرَأَةٌ، أَوْ خُنْثَى وَهُوَ ذَكَرٌ، فَفَذَّ، لِأَنَّهَما لَيْسَا مِنْ أَهْلِ الْوُقُوفِ مَعَهُ، أَوْ لَمْ يَقِفْ مَعَهُ إلَّا مَنْ يَعْلَمُ حَدَثَهُ، أَوْ نَجَاسَتَهُ، أَوْ مَجْنُونٌ، فَفَذَّ مُطْلَقًا، لِأَنَّ وُجُودَهُمْ كَعَدَمِهِمْ، وَكَذَا سَائِرُ مَنْ لَا تَصِحُّ صَلَاتُهُ. اهـ
أما من كان يعقل الصلاة، فإنه يعتبر في الصف، ويتأخر معه الشخص الثاني عن الإمام ليكونا صفا خلفه.
والله أعلم.