الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لزوجك أن يتقي الله، ويعاشرك بالمعروف، ويعلم أن المعاشرة بالمعروف لا تقتصر على بذل النفقة والكسوة والسكنى، ولكن تقتضي تلبية الحاجات النفسية، ومراعاة الجوانب العاطفية حسب الطاقة والوسع، ويعلم أنّ الزوجة الصالحة نعمة من أجل النعم التي تستحق الشكر، ومن الشكر الإحسان إليها وملاطفتها ومداراتها، وهي بلا ريب أحق بعاطفة الحب، وأولى بالمودة ممن لا تربطه بها علاقة مشروعة سوى خيالات وأوهام يزينها الشيطان.
ونصيحتنا لك أن تصبري على زوجك، وتداومي على الأسباب الجالبة للمودة، بالمواقف الطيبة، والكلمات الرقيقة، والهدية ولو باليسير، والتعاون على طاعة الله، مع الاستعانة بالله ودعائه، ولا تتعجلي النتيجة، فسوف يثمر ذلك ثماره الطيبة بإذن الله، وإذا لم تقدري على الصبر عليه فيجوز لك مخالعته، كما بينا ذلك في الفتوى رقم : 119423.
لكن الأولى الصبر، فإن الافتراق عن الزوج قد يترتب عليه ضرر أعظم من ضرر بقائك معه على تلك الحال، مع التنبيه إلى أن مشاعر الحب ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية، قال عمر رضي الله عنه لرجل يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبن البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟. وقال أيضاً لامرأة سألها زوجها: هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتجمل فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. أورده في كنز العمال.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.