الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم تبين لنا الوجه الذي أخذت عليه المال من ذلك العضو، وهل أعطى ذلك المبلغ بطيب نفس منه أم لا؟ الذي تستطيع أن نقوله هو: أنك إن كنت أخذت المال من غير طيب نفس منه على وجه التعزير فالتعزير بالمال ـ عند القائلين به ـ لا يمارسه إلا ولي الأمر أو نائبه، والراجح المفتى به في المذاهب الأربعة هو المنع من التعزير بالمال، وراجع تفصيل ذلك في الفتويين رقم: 34484، ورقم: 157721.
ولعل استنكار العضو لما فعلته هو لهذا السبب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في أيام التشريق في حجة الوداع: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه.. ألا لا تظلموا، ألا لا تظلموا، ألا لا تظلموا، إنه لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه. رواه أحمد، وحسنه الألباني.
وأما العضو الذي كتب ما فيه استهزاء بشعيرة الحج، فالواجب في حقه هو الإنكار عليه، ودعوته إلى التوبة، وبيان فداحة خطئه وعظيم إثمه، حتى لا يتأثر بذلك بقية الأعضاء، ويمكن أن يعاقب بالطرد إن لم تظهر منه علامة الندم والتوبة.
والله أعلم.