الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يعينك وييسر أمرك ويخفف عنك آثار الحمل، ونوصيك بكثرة الدعاء والالتجاء إلى الله عز وجل، وهنالك أدعية تناسب المقام الذي أنت فيه، ومن ذلك ما أخرجه أحمد وأبو داود عن نفيع بن الحارث ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.
وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم.
وأخرج أحمد وأبو داود وابن ماجه عن أسماء بنت عميس ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب، أو في الكرب: الله، الله ربي، لا أشرك به شيئا.
وهنالك دعاء ذي النون، فقد أنجاه الله بدعائه حين دعا به، وهو في بطن الحوت، فقد أخرج أحمد والترمذي عن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوة ذي النون وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له.
وما تشعر به الحامل من ضغوط شديدة واكتئاب، سببه في الغالب ما تجده الحامل من اضطرابات هرمونية يؤثر تأثيراً بالغاً على نفسيتها وسلوكها، كما ذكر ذلك أهل الطب، وهذه مرحلة خاصة تحتاج إلى كثير من التعقل وخاصة من قبل الزوج بأن يتفهم طبيعة هذه المرحلة وحاجة الزوجة إلى رعاية خاصة فيها، والعمل على ما يمكن أن يخفف الضغط عليها، ومن ذلك أن تكون عند أهلها بحيث تعان في نفسها وفي العناية بأولادها إن أمكن ذلك، فليكن بينك وبين زوجك التفاهم من مقتضى المصلحة للجميع.
وننبه في الختام إلى ثلاثة أمور:
الأول: أنه لا يجوز لك الامتناع عن زوجك دون عذر شرعي إذا دعاك إلى الفراش، فقد ورد في ذلك النهي الأكيد والوعيد الشديد، وهو ما بيناه في الفتوى رقم: 30639.
والشعور بالكراهية للزوج والنفرة عنه لا يسوغ لك الامتناع، فهذا نوع من الابتلاء ينبغي أن تصبري عليه.
الثاني: أن ضرب الطفل الصغير الذي لا يعقل غير مشروع، فإنه يضره ولا ينفعه في الغالب، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 69153.
الثالث: أن الإجهاض محرم في أي طور من أطوار الجنين على الراجح عندنا، وراجعي الفتوى رقم: 2016.
والله أعلم.