الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا من التشاؤم والتطير، وهو محرم؛ لحديث: الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ثَلَاثًا. رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وصححه الألباني.
وقد قص الله علينا في سورة يس أن أصحاب القرية لما جاءهم المرسلون قالوا: قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ {يس:18}.
قال الطبري: يعنون: إنا تشاءمنا بكم، فإن أصابنا بلاء فمن أجلكم.. يقول تعالى: قالت الرسل لأصحاب القرية: طائركم معكم ـ أي أعمالكم، وأرزاقكم، وحظكم من الخير والشر معكم ـ ذلك كله في أعناقكم، وما ذلك من شؤمنا إن أصابكم سوء فبما كتب عليكم وسبق لكم من الله.
قال ابن حجر: قال الحليمي: وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحس الظن بالله تعالى على كل حال.
وقال ابن حجر: ولا يجوز أن ينسب إلى المرء ما يقع من الشر مما ليس منه، ولا له فيه مدخل، وإنما يتفق موافقة قضاء وقدر، فتنفر النفس منه... انتهى.
وبناء عليه؛ فلا يجوز لهؤلاء أن يتشاءموا بك، أو بغيرك، فإن ما يحصل من المصائب يعتبر قدرًا من الله تعالى يُقال عند مثله: إنا لله وإنا إليه راجعون ـ كما يقال: قدر الله وما شاء فعل. رواه مسلم.
ويقال: اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها. رواه مسلم، وغيره.
ولا داعي أن يوكل ذلك إلى الحظ، أو النحس، أو التشاؤم بأي صورة من صوره المحرمة، وقد بينا خطورة التشاؤم وكيفية الخلاص منه في الفتاوى التالية أرقامها: 14326، 11835، 29787، 38340.
والله أعلم.