الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الجمعة لا يختلف حكمها في الصين عن حكمها في أي بلد آخر فتجب إقامتها وحضور جميع المكلفين، إلا إذا كان هناك خوف على نفس أو دين أو أهل أو مال أو غير ذلك من الأعذار الموضحة في كتب الفقه.
وقد استدل ابن حزم في المحلى على كون الخوف عذراً بقوله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، وبقوله: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ [الأنعام:119].
وقال ابن قدامة في المغني في أعذار التخلف عن الجمعة والجماعة: ويعذر في تركها الخائف لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: العذر خوف أو مرض. والخوف ثلاثة أنواع: خوف على النفس، وخوف على المال، وخوف على الأهل.... اهـ.
وقال خليل في مختصره: وعذر تركها -يعني الجمعة- والجماعة شدة وحل ومطر أو جذام ومرض وتمريض وإشراف قريب ونحوه وخوف على مال أو حبس أو ضرب. اهـ.
والله أعلم.