الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهون عليك أيها الأخ الكريم، واعلم أن ما فعله هذا الرجل خطأ، فإذا كنت أقرأ الجماعة، فأنت الأولى بالإمامة، لقوله صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله. أخرجه مسلم.
لكن إن كان تقدمك للإمامة تنشأ عنه فتنة وشر فتأخر مراعاة لمصلحة الجماعة، وصلِّ خلف من يتقدم للإمامة إذا كان يحسن الصلاة، وأما من يلحن في القراءة: فحكم الصلاة خلفه مبين في الفتوى رقم: 113626.
ولا تترك الصلاة في هذا المسجد لأجل هذا الحادث العارض مادام هذا مسجد قريتك، فإن الأولى أن يصلي الشخص في المسجد الذي يليه، لئلا يساء به الظن، وإن أمكنك أن تكلم هذا الرجل والجماعة المعترضين بلين ورفق، وتبين لهم أن السنة تقدمك أنت لكونك أقرأ الجماعة، فافعل، وإن كان في ذلك مفسدة فتريث إلى أن يتيسر تقدمك بلا مفسدة، هذا ونحذرك من حب التصدر والإمامة والرغبة في الظهور، فإن ذلك قد يقدح في الإخلاص، وليكن باعثك على الرغبة في إمامة المصلين تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم وامتثال أمره بأن يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله.
والله أعلم.