الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالظاهر من هذا الموقع أنه في تحليل الشخصية، وتحليل الشخصية بصفة عامة منه ما هو شرك، ومنه ما هو علم، ومنه ما هو جهل، كما سبق أن أشرنا إليه في الفتوى رقم: 135793. وأحلنا فيها على مقال (أنواع تحليل الشخصية) للدكتورة فوز كردي.
وهنا ننقل بعض كلامها في مقال آخر متعلق بالموضوع نفسه، حيث قالت: تقوم أكثر نماذج التحليل من هذا النوع -يعني الذي يتعلق بأمور باطنة- على روابط فلسفية، وأسرار مدعاة مأخوذة من الكتب الدينية للوثنيات الشرقية، وتنبؤات الكهان ودعاواهم، كخصائص الحروف، ومن ثَم يكون من يبدأ اسمه بحرف كذا، شخصيته كذا. أو خصائص الألوان، فمن يحب اللون كذا، فهو كذا، أو أسماء الأبراج الصينية، فمن يحب الحيوان كذا، فهو ميال إلى كذا، وغير ذلك، وأكثر هذه الأمور عند التدقيق فيها، تشمل أمورًا صحيحة، وأخرى خاطئة ممزوجين معًا، لذا تشتبه على كثير ممن يلاحظون الصواب فيها فقط ...
وختامًا أؤكد أن كل ما نحتاجه لنعرف أنفسنا، ونعرف الآخرين قد دل عليه النقل الصحيح، أو العقل الصريح، وما دون ذلك فهو تزيين الشياطين وإغواؤهم، وصرفهم لبني آدم عما ينفعهم. وتحليل الشخصية، أو بعض سماتها بالمنهج العلمي الذي يقوم به المختصون، يختلف عن هذا الهراء الباطل، فالتحليل الصحيح يعتمد على معطيات حقيقية، وأسس سلوكية، يستشف من خلالها بعض السمات العامة للشخصية، ويتضمن الدلالة على طريقة تعديل السيئ منها، وتعزيز الجيد، ومن ثم تغيير الشخصية للأفضل، أو ما نسميه التربية، وتزكية النفس. اهـ.
فتبين أن تحليل الشخصية، فيه كثير من الباطل بين شرك، وجهل، وفيه بعض الحق، وعدم اطلاعنا على الموقع المشار إليه، يحول بيننا وبين تصور الموقع تصورا صحيحا حتى نجوّز الاطلاع عليه، أو نحرمه.
ولا شك أن الأحوط تجنب مثل هذه المواقع حتى يزكيها بعض الثقات من أهل العلم، والاختصاص.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 234760، 62996.
والله أعلم.