الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أصبت في البداية حين بادرت للسؤال عن هذه الفتاة، وخطبتها حين أثني عليها خيرا، فالمسلم ينبغي له أن يتحرى المرأة الدينة كما أوصى بذلك الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، كما في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
ولكن حين بدا لك أنها مفرطة في صلاتها، ودبت الخلافات بينها وبين أهلك كان الأولى بك أن تتريث في الأمر، وأن تنظر في فسخ الخطبة، فإن ذلك أهون من إتمام الزواج وبقاء الأمر على ذلك الحال وحصول الطلاق بعده، وفسخ الخطبة جائز، وخاصة إن دعا إليه عذر، ويكره لغير حاجة، كما هو مبين في الفتوى رقم: 18857.
ومن أهم ما نرشدك إليه الآن هو دعاء الله تعالى لها بالصلاح، والاستمرار في نصحها بالمحافظة على الصلاة وتخويفها بالله تعالى، ويمكنك الاستفادة من النصوص المضمنة في الفتوى رقم: 146173.
فإن تابت إلى الله وأنابت فأمسكها وأحسن عشرتها واجتهد في إصلاح ما بينها وبين أهلك، وإن استمرت على إهمال الصلاة وتضييعها عن وقتها، فيستحب فراقها، قال ابن قدامة في المغني ـ وهو يبين أضرب الطلاق: والرابع: مندوب إليه، وهو عند تفريط المرأة في حقوق الله الواجبة عليها، مثل: الصلاة، ونحوها، ولا يمكنه إجبارها عليها، أو تكون له امرأة غير عفيفة… اهـ.
وننبه إلى أن المرأة قبل دخول زوجها بها طاعتها لوليها لا لزوجها، فضلا عن أن تكون مجرد مخطوبة، وانظر الفتوى رقم: 135963.
والله أعلم.