الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من أن يعاقب الإنسان نفسه لارتكابه معصية من المعاصي، أو تقصيره في واجب من الواجبات، وهذا ما بيناه مفصلا في الفتاوى التالية أرقامها: 72437، 107973، 154709.
غير أنه ينبغي أن يراعي في ذلك العقاب عدم حصول الضرر على نفسه، ومن ثم فإن معاقبتك لنفسك بـما هو من قبيل تناول فلفل حار وعدم شرب الماء أو تناول الطعام لمدة ساعة، إذا كان فيه ضرر محقق أو راجح على صحتك، فغير مشروع، إذ: لا ضرر ولا ضرار ـ كما قال عليه الصلاة والسلام، وقد قرر أهل العلم أن كل ما يؤدي للضرر فالأصل فيه المنع، قال صاحب المراقي: والحكم ما به يجيءُ الشرع وأصل كل ما يضر المنع. اهـ.
فلتتنبه لذلك، وأما مسألة الشك الذي أشرت إليه في موضوع النية: فلا تعبأ به، لأن الحامل لك على معاقبة نفسك ـ بما ذكرت ـ هو الخوف من الوقوع في الذنوب، وحث النفس على أداء الواجبات، وما حملك على ذلك كله إلا خوف الله، فالدافع الحقيقي في الكل هو خوف الله، فلا تلتفت إلى وساوس الشيطان، ومداخله الخبيثة، وامض فيما أنت فيه مراعيا ما تقدم.
والله أعلم.