الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك القيام بحقّ زوجك ما دمت في عصمته وهو قائم بواجبه من النفقة عليك، ولا يجوز لك في هذه الحال الامتناع من طاعته فيما تجب فيه الطاعة، وإذا كنت مبغضة له غير قادرة على القيام بحقّه فلك أن تختلعي منه، فإمّا أن تعاشري زوجك بالمعروف وإمّا أن تختلعي منه، وإذا خالعتِه محافظة على دينك فلا تخافي الضيعة، قال تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ} [النساء:130]. قال القرطبي -رحمه الله-: "أي: وإن لم يصطلحا، بل تفرقا، فليحسنا ظنهما بالله، فقد يقيّض للرجل امرأة تقر بها عينه، وللمرأة من يوسع عليها". الجامع لأحكام القرآن - (5 / 408).
لكن الذي ننصحك به: أن تصبري، وتعاشري زوجك بالمعروف، واعلمي أنّ المحبة بين الزوجين ليست شرطًا لقيام حياتهما الزوجية؛ قال عمر -رضي الله عنه- لرجل يريد أن يطلق زوجته معللًا ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبن البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟! وقال أيضًا لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام". أورده في كنز العمال.
كما أن حصول المودة والتفاهم بين الزوجين يحتاج إلى الصبر، وإلى التجاوز عن بعض الأخطاء، والتغاضي عن الزلات والهفوات، والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.