الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما حدث لك يؤكد خطورة الزواج لمجرد تعارف بين شاب وفتاة في لحظات عابرة، من خلال الإنترنت، فهو في الغالب يحمل في طياته أسباب الفشل، كما سبق وأن نبهنا على ذلك كثيرا. فلا ينبغي التساهل في أمر الزواج؛ فإنه حياة طويلة، تحتاج لأن يحسن المسلم لها الاختيار. وراجع الفتوى رقم: 8757.
والأصل في الطلاق أنه بيد الزوج، وقد يطلق القاضي الشرعي رغما عن الزوج في حالات خاصة. فإن لم تطلِّق، أو لم يصدر هذا الطلاق عن قاض شرعي، فالعصمة بينكما باقية، وبالتالي لا يكون ما حصل زنى.
وننبه هنا إلى أن الطلاق الذي تحكم به المحاكم الوضعية باطل، فلا يعتد به، كما صدر بذلك قرار مجمع فقهاء الشريعة في أمريكا، وقد ضمناه الفتوى رقم: 182851.
كما ننبه إلى أمرين:
الأول: أن الأولى بالمسلم الزواج من مسلمة صالحة، تعينه في أمر دينه ودنياه، فالزواج من الكتابية لا يخلو من مخاطر، سبق التنبيه على بعضها في الفتويين: 124180، 5315.
الثاني: أن هذه المرأة إن كانت فعلا قد ارتدت عن الإسلام، فهو أمر خطير، وسبيل للخلود في نار جهنم، وبئس المصير، وتراجع الفتوى رقم: 40113، وفي حال ردتها، فإن النكاح يكون موقوفا، فإن رجعت إلى الإسلام قبل انقضاء عدتها، فأنتما على نكاحكما، وانظر الفتوى رقم: 125621
والله أعلم.