الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا تراضى الزوجان على ذلك فلا بأس، ولكن لا ينبغي أن يترك الأمر على هذا الحال من الانفصال، فالزواج له مقاصده العظيمة التي شرع من أجلها، ومن ذلك أن تكون الأسرة مستقرة يهنأ فيها الزوجان وينجب الأولاد وينشئون على أحسن حال.
ومن هنا فإننا ندعو إلى الصلح، فقد قال الله تعالى: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ {النساء:128}، وينبغي أن يسود بين الزوجين الود والاحترام والتغاضي عن الزلات، وأن يعرف كل منهما حقه للآخر ويقوم عليه على أكمل وجه، وقد ضمنا الفتوى رقم: 27662، الحقوق بين الزوجين.
ومن تطلب زوجا بلا عيب فإنها تطلب المستحيل، وكذا من يطلب امرأة لا نقص فيها فإنه يطلب المستحيل، ولذلك ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر». أو قال «غيره». قال النووي في شرح صحيح مسلم: ينبغي أن لا يبغضها لأنه إن وجد فيها خلقا يكره وجد فيها خلقا مرضيا، بأن تكون شرسة الخلق لكنها دينة أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو ذلك. اهـ.
والله أعلم.