الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالقول بأن (هذا الحصن من الأسرار المكنونة، فإذا قرأه إنسان لم يصبه شر طوال اليوم) قول باطل لا دليل عليه، فإن كان سرًّا فمن الذي أفشاه، ومن أين عُلم أن من قرأه لم يصبه شيء طوال اليوم، فإن هذا لا يعلم إلا من النص المعصوم قرآنًا، أو سنة، وليس فيهما هذا الدعاء، فمن ادعى هذه الدعوى فقد قال على الله بلا علم، وقد حذرنا ربنا فقال: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ {الأعراف:33}.
فالحذر الحذر من هذه الدعاوى، ومن تعليق القلوب بألفاظ مجملة، وعبارات متكلفة، يظن صاحبها أنها الحرز، والحصن! وليس هناك حرز أعظم من القرآن، وأدعية السنة الصحيحة.
وقد اشتمل هذا الدعاء على عبارات غريبة كقوله: "وبأسمائه الحسنى تسربلت" وهذه قد توهم معان باطلة، كالحلول في أسماء الله، وقد يقصد بها ملازمة الأسماء الحسنى، ومقتضياتها، ولكن العبارة مجملة، وفي السنة من التوسل بالأسماء الحسنى ما يكفي، ويشفي.
وكقوله: "والأحرف النورانيات" فلا يدرى ما هي هذه الأحرف.
وكقوله: "وأدخلني في سر إمداد أنوار خزائن حرزك العزيز المنيع " فما هي أنوار خزائن الحرز؟ وهل لها إمداد، وهل له سر؟!
فهذه كلمات مبتدعة لم يعرفها السلف، وقد يقصد بها بعض المتصوفة معان باطلة، فينبغي الاستغناء عنها بالأدعية النبوية العظيمة النافعة.
ويمكن الاستفادة من الدعوات الصحيحة الواردة في كتب السنة، وقد حاول جمعها غير واحد، فانظر: الدعاء، للشيخ سعيد القحطاني، والدعوات الطيبات، للشيخ أحمد حطيبة، الذكر والدعاء، للدكتور عبد الرزاق البدر، مختصر النصيحة، للشيخ محمد إسماعيل المقدم.
والله أعلم.