الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرت عن أبيك أمورًا منكرة وخطيرة، ومنها: اتهامه أمكم بالزنا؛ فإن لم يكن له بينة على ذلك فهو قاذف لها، والقذف كبيرة من كبائر الذنوب ورد بشأنه الوعيد الشديد في الدنيا والاخرة، وقد أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 93577، والفتوى رقم 67746.
هذا من جانب، ومن جانب آخر قوله لأولاده: "لستم أولادي"؛ فإن كان يقصد به نفي نسبهم فهذا إثم عظيم، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 31446، ومنها يعلم ضوابط نفي النسب في حال وجود ما يقتضي ذلك.
ومع كل هذا؛ فإن برّكم بأبيكم ثابت لا تسقطه عنكم إساءته، فيجب عليكم بره والإحسان إليه مهما أساء، ومن أعظم الإحسان إليه بذل النصح له بالحسنى مع الدعاء بأن يلهمه الله تعالى الرشد وسلوك سبيل الصواب. وانظري الفتوى رقم: 299887.
وكذلك الحال بالنسبة لعمتكم إن سلكت مثل هذا السبيل -نعني الطعن والاتهام كذبًا- فينبغي نصحها أيضًا وتخويفها بالله تعالى.
ويجب على أمكم طاعته في المعروف؛ فإن هذا من مقتضى قوامته عليها، فلا يجوز لها هجره في الفراش ولو كان ظالمًا لها، فلتؤدّ إليه حقه وتسأل الله حقها، ومن أهل العلم من ذهب إلى أن لها الامتناع عن إجابته إن كان ظالمًا لها، وللمزيد يمكن مطالعة الفتوى رقم: 129984. وينبغي على كل حال أن لا تلجأ الزوجة لذلك إلا إذا علمت رجحان المصلحة فيه.
وإذا استمر أبوكم على هذا الحال في التعامل مع أمكم، ولم يُجدِ نصحه، فمن حقها أن تطلب منه الطلاق أو الخلع، ولكن لا يلزمها أن تفعل، فإن لم يتبين لها رجحان مصلحة الفراق فلتصبر ولتدع له بالصلاح.
والله أعلم.