الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تصح صلاة المحدث حتى يتطهر من الحدث، ولا صيام الحائض حتى تَطْهر من الحيض، وبالتالي فإن عليك قضاء جميع الأيام التي صمتها وأنت حائض، وكذلك يجب عليك إعادة الصلوات التي صليتها بدون غسل أو بدون وضوء من المذي، وتطهير ما أصاب ملابسك منه، أو بملابس عليها دم غير معفو عنه، فإن الطهارة شرط في صحة الصلاة، ومن صلى بدونها لم تصح صلاته، ويلزمه قضاؤها ولو كان جاهلاً عند الجمهور، واختار شيخ الإسلام أن من ترك شرطاً جاهلاً لم تلزمه إعادة الصلاة، كما فصلناه في الفتوى رقم: 106682.
وإذا علمت هذا، فإنه يتبين أن ما عليك من الصوم أقل بكثير مما ذكرت، إذ لست مطالبة بقضاء جميع الشهر، وإنما الأيام التي أتتك فيها الدورة وهي لا يمكن أن تصل إلى الرقم المذكور في ثلاث أو خمس سنوات، كما أن صلوات الأيام التي تأتيك فيها الدورة لست مطالبة بقضائها ـ كما هو معلوم ـ وعلى كل، فالواجب أن تجتهدي في قضاء ما عليك من صيام وصلاة، وإذا كنت لا تستطيعين تقديره، فاحتاطي في ذلك حتى يغلب على ظنك براءة ذمتك، وراجعي الفتوى رقم: 70806، حول طريقة قضاء فوائت الصلاة والصيام إذا لم يعلم عددها.
وليس الحياء بعذر لترك ما عليك من قضاء، فدعي عنك الحياء من الناس، وقدمي عليه الحياء من الله تعالى، فهو أحق أن يستحيا منه، وإذا سألك أهلك فلا بأس بإخبارهم بأن عليك صلوات وصيام لم تؤدها على الوجه المطلوب، وتريدين قضاءها حتى تبرأ ذمتك، ولعلهم يتفهمون الأمر ـ إن شاء الله ـ
هذا، وننبه إلى أن الدم ينقسم إلى أقسام اتفق العلماء على نجاسة بعضها، واختلفوا في البعض الآخر، وقد فصلنا ذلك في الفتوى رقم: 3978، فلتراجعيها للفائدة.
والله أعلم.