الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد صحّ عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يدعو في دبر الصلاة بالأدعية المذكورة؛ فقد روى الإمام أحمد، والنسائي، وغيرهما، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ -رضي الله عنه- قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلَّم- يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ". صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد.
وفي الصحيحين عن عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الأَوْدِيَّ، قَالَ: كَانَ سَعْدٌ -ابن أبي وقاص- يُعَلِّمُ بَنِيهِ هَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ كَمَا يُعَلِّمُ المُعَلِّمُ الغِلْمَانَ الكِتَابَةَ، وَيَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْهُنَّ دُبُرَ الصَّلاَةِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ».
قال القسطلاني في إرشاد الساري: كان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يتعوذ من جميع ما ذكر تشريعًا لأمته ليبيّن لهم المهم من الأدعية.
ولم نقف على أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوذ من هذه المذكورات في بعض الصلوات دون بعضها.
والله أعلم.