الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس مجرد فعل الصغيرة فسقًا، فإن الفاسق هو من يرتكب الكبيرة أو يصر على الصغيرة، وراجع الفتوى رقم: 271870. والإصرار على الصغائر يصيرها كبائر، ولكن الشخص لا يخرج من الملة ولا يصير مشابها لإبليس في استكباره بمجرد فعل الذنب؛ سواء كان هذا الذنب صغيرة أو كبيرة، ولا يخرج من الملة إلا بفعل واحد من موجبات الردة المبينة في الفتوى رقم: 146893، وكون هذا الشخص ارتكب الذنب عامدًا لا ناسيًا، أو ارتكبه بعد أن ذُكِّر بقبح الذنب وسوء عاقبته اتباعًا لهواه أو لغير ذلك من الأغراض المذكورة في السؤال لا يوجب خروجه من الملة ما دام معتقدًا حرمة ما فعله غير مستحل لما علم من الدين بالضرورة تحريمه.
والتكفير بارتكاب الذنوب إنما هو مذهب الخوارج، وأما أهل السنة والجماعة فلا يكفرون مسلمًا بذنب ما لم يستحله، ويرجون للطائع ويخافون على العاصي، وواضح من أسئلتك أنك مصاب بشيء من الوسوسة خاصة في هذا الباب؛ فاحذر الوساوس ولا تسترسل معها وبخاصة في هذا الباب، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم.
والله أعلم.