الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا لك أقسام فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وحكم كل قسم، وذلك في الفتوى رقم: 293140.
وأما هل مداومة النبي صلى الله عليه وسلم على الفعل تدل على وجوبه، فالجواب: أن بعض العلماء يرى أن مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على الفعل وعدم تركه طريق للعلم بوجوب ذلك الفعل، إن لم يكن هناك دليل آخر يدل على عدم وجوبه، جاء في البحر المحيط للزركشي ـ في تعداد الطرق التي بها تعرف جهة الفعل من كونه واجبا ومندوبا ومباحا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ـ: وأما الخاص بالوجوب، فعرف بطرق... رابعها: أن يداوم على الفعل مع عدم ما يدل على عدم الوجوب؛ لأنه لو كان غير واجب لأخل بتركه. اهـ.
والله أعلم.