الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجب على المرأة زيارة أهل زوجها، ولا تصير ناشزاً بعدم طاعة زوجها في زيارة أهله والتودد إليهم، لكن إحسان كل من الزوجين إلى أهل الآخر وإعانته على بر والديه وصلة رحمه من كمال حسن العشرة ومكارم الأخلاق، وراجع الفتويين رقم: 139282، ورقم: 184719.
أما إساءة المرأة إلى الزوج ورفع الصوت عليه، فهو غير جائز، فإن كانت زوجتك تسيء إليك فاسلك معها وسائل الإصلاح بالتدرج، فتبدأ بالوعظ، فإن لم يفد، فالهجر في المضطجع، فإن لم يفد، فالضرب غير المبرح، وإذا وصل الأمر إلى الشقاق، فحكم من أهلك وحكم من أهلها ليصلحوا بينكما.
والذي ننصحك به أن تصبر على زوجتك وتعاشرها بالمعروف، وتتجاوز عن هفواتها وزلاتها، وتنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاقها وسلوكها، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا{النساء:19}.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ. صحيح مسلم.
قال النووي رحمه الله: أَيْ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُبْغِضَهَا، لِأَنَّهُ إِنْ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا يُكْرَهُ، وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا مَرْضِيًّا، بِأَنْ تَكُونَ شَرِسَةَ الْخُلُقِ، لَكِنَّهَا دَيِّنَةٌ، أَوْ جَمِيلَةٌ، أَوْ عَفِيفَةٌ، أَوْ رَفِيقَةٌ بِهِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. اهـ.
والله أعلم.