الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيراً وزادك حرصاً على برّ أمّك والإحسان إليها، فلا ريب في كون برّ الأمّ من أوجب الواجبات ومن أعظم القربات، ولا سيما حال كبرها وضعفها ومرضها، فإنّ حقها عليك في هذه الحال عظيم، فاجتهد في برّها واحذر من التقصير في حقها، رضيت زوجتك بذلك أو سخطت، وأبشر ببركة برّك بأمّك طاعة لربك وعرفاناً بحقها عليك، كما أنّ حرصك على حسن عشرة زوجتك والصبر عليها، من كريم الأخلاق وجميل الصفات، وقد كان حرياً بزوجتك أن تقابل إحسانك بإحسان وتكون عوناً لك على برّ أمّك وتحسن إليها وإلى سائر أهلك، أما أن تقابل إحسانك بالإساءة إليك وإلى أهلك وتتضجر من برّك بأمّك وإحسانك إليها، فهذا ليس من خلق المؤمنة الكريمة.
والذي ننصحك به أن تذكرها بالله وتبين لها أن تطاول الزوجة على زوجها وأهله بغير حقّ، خطأ كبير وجهل بحق الزوج وما جعل الله له من القوامة على الزوجة، فإن لم يفد معها الوعظ فاسلك معها سائر وسائل الإصلاح المشروعة من الهجر في المضطجع والضرب غير المبرح، فإن لم ترجع فهددها بالطلاق، فإن بقيت على تلك الحال، ولم يكن في بقائك معها فساد في دينك أو دنياك فالأولى أن تصبر عليها احتسابا للأجر وطلباً لمرضاة الله، فإنّ في الصبر خيراً كثيراً، قال أبو حامد الغزالي ـ رحمه الله: والصبر على لسان النساء مما يمتحن به الأولياء.
وللفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 54131، 18106، 66448.
والله أعلم.