الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يجب عليك المبادرة إلى التوبة والإكثار من الأعمال الصالحة بعد ما صدر منك من التفريط في حق الله تعالى بعدم قضاء ما وجب عليك قضاؤه من رمضان، ومن انتهاك حرمة رمضان بالجماع في نهاره.
فكل ذلك خطأ فاحش وغلط بين وذنب عظيم يجب على المسلم المبادرة إلى التوبة منه، قال الله تعالى:
وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].
والمسلم إذا تاب من ذنبه وأخلص لله تعالى قَبل توبته وبدَّل سيئاته حسنات، قال تعالى:
إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:70].
والواجب عليك الآن بعد التوبة هو قضاء ما أفطرت من رمضان بسبب الدورة الشهرية أو بسبب الحمل، ويجب عليك مع القضاء كفارة صغرى وهي إطعام مسكين عن كل يوم من الأيام التي أفطرتها، وذلك لتأخير القضاء حتى دخل رمضان آخر.
أما الأيام التي حصل فيها الفطر بالجماع فقد سبق تفصيل الحكم فيها في الفتوى رقم:
19087.
وهذا الحكم يجري على كل من فعل هذا الفعل من أخواتك وصديقاتك، وننبهكن جميعاً إلى أنه لا يسقط عنكنَّ القضاء إلا عند العجز، فإن عجزتنَّ عن ذلك لزمكنَّ إطعام مسكين بدل كل يوم مع إخراج الكفارة السابق بيانها.
وننبهكنَّ إلى أن ما كان من الفطر في سن المراهقة قبل البلوغ فلا إثم ولا قضاء فيه، وما كان بعد البلوغ هو الذي ينطبق عليه ما سبق بيانه، والبلوغ للأنثى يحصل بواحد من أربعة أمور مبينة في الفتوى رقم:
10024.
والله أعلم.