الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنلفت انتباهك -أولًا- إلى أن جماهير أهل العلم قد منعوا النظر إلى شعر المخطوبة، وكان بإمكانك التعرف على صفة شعرها عن طريق إحدى محارمك من النساء، وراجع فتوانا رقم: 27234 بعنوان: مذاهب العلماء فيما يباح النظر إليه من المخطوبة.
وفي خصوص موضوع السؤال: فإن من أهم ما ينبغي النظر إليه من المرأة دينها، وقد حث عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "فاظفر بذات الدين تربت يداك". والمرأة الديّنة أرجى لأن تعرف لزوجها حقه. فإن كانت هذه المرأة كذلك فننصحك بإمساكها، وحسن عشرتها، واجتهد في أن تؤدي إليها حقوقها، ولا تطلقها لمجرد ما ذكرت من أمر شعرها، فهنالك الكثير من الوسائل التي يمكن معالجته بها. وما دمت قد استخرت في الزواج منها، وتم الزواج -والحمد لله-، فالمرجو -إن شاء الله- أن يكون فيه الخير الكثير -بإذن الله- وما تشعر به من انقباض لا يعني أن لا يكون في هذا الزواج خير.
وعلى أية حال؛ فالطلاق مباح، وهو أبغض الحلال إلى الله، فإذا استحالت العشرة بينكما، وخشيت أن تظلمها، فالأحسن -حينئذ- مفارقتها بإحسان، فليست المصلحة في الطلاق دائمًا، ولكنه قد تترجح مصلحته أحيانًا؛ قال ابن قدامة في المغني: فإنه ربما فسدت الحال بين الزوجين، فيصير بقاء النكاح مفسدة محضة، وضررًا مجردًا، بإلزام الزوج النفقة، والسكنى، وحبس المرأة مع سوء العشرة، والخصومة الدائمة من غير فائدة، فاقتضى ذلك شرع ما يزيل النكاح؛ لتزول المفسدة الحاصلة منه. اهـ.
والله أعلم.