الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج عليكم في إخراج هذا القط المذكور من البيت لا سيما إذا كانت رعايته مكلفة لكم؛ لأن إيواءه ليس واجبًا في الأصل، فلا شيء عليكم في إخراجه ولو مات جوعًا؛ قال ابن جزي الغرناطي في القوانين الفقهية: وكل من فعل ما يجوز له فتولد منه تلف لم يضمن. انتهى.
وقال ميارة في التكميل:
وكل من فعل ما يجوز له فنشأ الهلاك عن ما فعله.
أو تلف المال فلا يضمن ما آل له الأمر وفاقا علما. اهـ.
وإنما يقع الإثم على من حبس القط ولم يوفر له حاجته حتى مات جوعًا، وهذا هوالسبب في عذاب المرأة المذكورة في قوله -صلى الله عليه وسلم-: عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها، إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. رواه مسلم.
والله أعلم.