الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتعمد النظر إلى الأجنبية لغير حاجة محرم، لا سيما إذا كان بشهوة، كما بينا بالفتويين التالية أرقامهما: 197955، 175099.
ويزداد التحريم إذا كان هذا الأمر في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانظر الفتوى رقم: 57729.
ومع ذلك، فباب التوبة مفتوح، ومن تاب تاب الله عليه، وهذا الحديث مخصوص بأدلة قبول توبة العبد ما لم يغرغر، وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، ويقع من الواحد منهم الذنب، وينزل القرآن بالأمر بالتوبة في المدينة، قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:31}، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {التحريم:8}، والآيتان نزلتا بالمدينة.
ونرجو أن يكون خشوعك، وراحتك مع الطاعة علامة على قبول التوبة.
والله أعلم.