الحكمة من دخول الشمس والقمر النار يوم القيامة
6-1-2003 | إسلام ويب
السؤال:
سمعت معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن الشمس والقمر يدخلان جهنم يوم القيامة،هل هذا صحيح وما العلة في ذلك ؟السلام عليكم
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالسائل الكريم يشير إلى الحديث الذي رواه البخاري بسنده مختصراً عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشمس والقمر مكورِّان يوم القيامة.
ومعنى مكوران: مطويان ذاهبا الضوء، والتكوير هو: اللف والضم، فيجمعان ويكفان ويذُهب بضوئهما وليس في البخاري "أنهما في النار" وإنما روى هذه الزيادة بعض العلماء كالطحاوي في مشكل الآثار، والبيهقي في كتاب البعث والنشور، والبزار وغيرهم، وصححها الألباني في السلسلة الصحيحة 1/243.
أما معنى أنهما في النار؟ على فرض صحة هذه الزيادة.... فيقول الحافظ ابن حجر بعد ذكره حديث البخاري: الشمس والقمر مكوران يوم القيامة، قال: زاد في رواية البزار ومن ذكر معه "في النار" فقال الحسن: وما ذنبهما؟ فقال أبو سلمه: أحُدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقول: وما ذنبهما؟..... وأخرج أبو يعلى معناه من حديث أنس وفيه: ليراهما من عبدهما. كما قال الله تعالى: إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ [الأنبياء:98].
قال الخطابي: ليس المراد بكونهما في النار تعذيبهما بذلك، ولكنه تبكيت "توبيخ" لمن كان يعبدهما في الدنيا ليعلموا أن عبادتهم لهما كانت باطلاً، وقيل: إنهما خلقا من نار فأعيدا فيها.
وقال الإسماعيلي: لا يلزم من جعلهما في النار تعذيبهما، فإن لله في النار ملائكة وحجارة وغيرها لتكون لأهل النار عذاباً وآلة من آلات العذاب، وما شاء الله من ذلك فلا تكون هي معذبة. انتهى من فتح الباري.
وقال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث: ونحن نقول: إن الشمس والقمر لم يعذبا بالنار حين أدخلاها فيقال ما ذنبهما؟ ولكنهما خلقا منها ثم ردا إليها .... وما مثل هذا إلا مثل رجل سمع بقول الله تعالى: فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [البقرة:24].
فقال: وما ذنب الحجارة؟!. انتهى
والله أعلم.